معلم يبتكر طريقة «مسلّية» لحفظ جدول الضرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طريقة «مسلّية» لحفظ جدول الضرب
«الحاجة أم الاختراع» قول مأثور اعتدنا أن نسمعه مع ظهور كل اختراع . فكلنا سمع كل الكلام عن أن الحاجة إلى الرؤية في ظلام الليل كانت هي الطريق إلى اختراع المصباح الكهربائي وربما كانت الحاجة إلى سماع صوت الأهل والغائبين هي السبب في اختراع التليفون ولا يكاد يفهم معناه ويعيش تفاصيله إلا من اضطرته الحاجة لعمل شيء ما حتى يتكيّف مع واقعه الذي يعيشه. ولا شك في أن العمل وبيئته وما فيه من أعباء وأتعاب يعتبر من أكثر الأماكن التي تنسج فيها خيوط الأفكار وتتوالد فيها جينات الابتكارات، و الإنسان بطبيعته يبحث عن الراحة والسهولة وعن إنجاز الكثير بالجهد القليل. من هنا وجد هاني المهنا « معلم في ابتدائية عمرو بن معاذ » نفسه أمام تحدّ كبير في عمله كمعلم خصوصاً كمعلم لمادة الرياضيات، هذه المادة التي كانت ومازالت هاجساًَ وشبحاً مخيفاً للكثير من أبنائنا الطلاب. فقد كان يدور في ذهن المعلم «هاني المهنا» البحث عن طريقة مناسبة ومسلية للأطفال بحيث يتم من خلالها حفظ جدول الضرب كاملاً بسرعة ودون عناء لما واجهه كمعلم من عجز أغلب الطلاب عن حفظ جدول الضرب واستحضاره بصورة سريعة خصوصاً في المرحلة الابتدائية. وقد ولدت فكرة «لعبة التحدي» في عالم «هاني» حيث ابتكر طريقة مسلية وطريفة يتم من خلال ممارستها حفظ جميع جداول الضرب من 2 إلى 9 وبأسرع طريقة.
مكونات
يقول المعلم «هاني» إن اللعبة تتكون من صندوق مكون من صفيحتين، الصفيحة الأولى فيها ميدان اللعبة ومكتوب عليها جميع جداول الضرب بالترتيب والثانية فيها سلّم الصعود لكسب النقاط. وعن طريقة عمل اللعبة يقول المعلم «هاني» : تعتمد اللعبة على شخصين كل شخص يمثّل بلونين أخضر وأحمر وتوجد ضمن اللعبة قطعتان صغيرتان على شكل مكعب وفي كل وجه من هذا المكعب رقم، يحتوي المكعب على 6 أرقام بواقع رقم في كل وجه ويتم اللعب بحيث يرمي الطالبان المكعبان ليريا الأعداد الظاهرة على سطح المكعب ويضربونها في بعضها بسرعة والطالب الذي يُجيب الإجابة الصحيحة يتقدّم في سلّم الصعود بعدد النقاط التي ظهرت في سطح مكعبه، وهكذا إلى أن يصل أحد الطلاب إلى أعلى رقم في سلم الصعود، وبهذا يعتبر الطالب فائزاً، كما أنه راعى في هذه اللعبة عدم تكرار الأرقام المضروبة في بعضها حتى لا يتشتت ذهن الطالب، ولكي يعرف أن عملية الضرب عملية إبدالية، إضافة إلى أن الطالب مع كثرة الممارسة سيحفظ مكان الإجابة على سطح اللعبة وسيذهب إليه بمجرد أن يسمع العددين المضروبين في بعضهما، وهذا من شأنه أن يقوي سرعة البديهة لدى الطلاب، إضافة إلى أن التنافس بين الطلاب في هذه اللعبة يثريها ويجعلها أكثر انتشاراً الأمر الذي يعود بالفائدة على الطالب أولاً وأخيراً.
تعميم
ويضيف المعلم «هاني» أن نجاح هذه اللعبة جعلت إدارة المدرسة تتبنى فكرة تعميمها على جميع طلاب المدرسة لكي يتم اختيار أفضل طالب في المدرسة ويسمى «فارس جدول الضرب» كنوع من التشجيع والتحفيز وبث روح التنافس بين الطلاب. وقد روعيت في هذه اللعبة أن يكتب جدول الضرب فيها حتى يتسنى لأصغر طالب ومن لا يعرف جدول الضرب يقرأ الجدول من اللعبة ويستخرج النتيجة بسهولة ويسر.
وقت
ونوه «المهنا» الى أن هذه اللعبة أخذت منه وقتاً ليس يسيرا، مشيراً إلى أن جميع طلابه الذين يدرسهم يحفظون جداول الضرب لجميع الأعداد بفضل الله عز وجل ثم بفضل هذه اللعبة. يذكر المهنا أن هذه اللعبة طبقت على عينة من الطلاب الضعاف في حفظ جدول الضرب وكانت النتيجة مبهرة جداً حيث إن هذه اللعبة تعتمد على التعليم عن طريق الترفيه والتسلية وهذه الطريقة من أكثر الطرق التي تؤتي ثمارها في الحقل التعليمي، كاشفا أن صدى هذه اللعبة انتشر وتوسّع كثيراً لدرجة أن بعض أولياء الأمور يسأل عنها ويصرّ على شرائها علماً بأنها في طور الإعداد ولم تنتج من قبل أي جهة رسمية لأننا بصدد اعتمادها من الجهات المعنية بإدارة التربية والتعليم.