(الصحة النفسية في عالم متغير)
اختلف العلماء في تعريف الصحة النفسية حسب رؤيتهم للمرض النفسي على انه نقيض للصحة النفسية وهذا مبنى على قاعدة إن الشيء يعرف بنقيضه فمن اعتبر إن المرض النفسي هوعدم التوافق مع المجتمع رأى أن الصحة النفسية هي التوافق مع المجتمع وعدم الشذوذ عنه وعدم مخالفته وعلى ذلك يكون الأنبياء والمصلحون فاقدي الصحة النفسية وهذا يخالف الواقع التاريخي لذلك كان هذا التعريف قاصرًا ومن اعتبر إن المرض النفسي هو عدم التوافق الداخلي رأى إن الصحة النفسية هي التوافق الداخلي بين مكونات النفس من جزء فطري هو الغرائز وجزءمكتسب من البيئة الخارجية وهو الأنا الأعلى وهذا التعريف له أصول
إسلاميه فالنفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة تتحقق الطمأنينة للإنسان ويوصف بأن نفسه مطمئنة ومن اعتبر أن المرض النفسي هو عدم التطور يناسب مع مرحلة النمو فحين يتمسك البالغ بسلوكيات الطفولة فانه يعد مريضًا نفسيًا ومن ثم
رووا إن النفسية هي قدرة الإنسان على التطور وهناك من اعتبر أن المرض النفسي هو اختلال في أحوال النفس وهي حالة الأبوة
Parental ego state
وحالة الطفليه
هي
Child ego state
وحالة الرشد
Adult ego state
فعرف الصحة النفسية على أنها توافق أحوال النفس الثلاثة وفي رأي (فرويد)
أن المرض النفسي هو كراهية النفس والاخرين و العجز والركود رغبة في الوصول إلى الموت وعرف الصحة النفسية بأنها القدرة على الحب والعمل أي حب الفرد لنفسه وللآخرين على أن يعمل عملاً بناءً يستمد منه البقاء لنفسه وللآخرين ولا شك أن التوافق بين أجزاء النفس أو أحوالها يعطي الانسان أحساسًا بالطمأنينة والحب للنفس والاخرين ويجعله قادرًا على الإنجاز العملي دون خوف أو يأس ويهبه قدرة على التطور بما يناسب المرحلة التي يحياها عمريا وزمنيا والمرض النفسي هو موضوع الطب النفسي
Psychiatry حيث انه فرع الطب الذي
يدرس الأمراض العقلية والنفسية من حيث تشخيصها وعلاجها والوقاية منها ومن ثم فهو يهدف الي الصحة النفسية عن طريق الوقاية من المرض النفسي أو علاجه ..أما علم النفس
psychology
فيدرس السلوك (1)والعمليات العقلية فيصف ماذا يحدث وكيف يحدث ؟ ويحاول أن يفسر لماذا يحدث السلوك ؟ وذلك بهدف التنبؤ بالسلوك في مرحلة ما من النمو .كي تتكون رؤية لضبط وتوجيه الحياة في مسارات أفضل يتحقق منها إرتقاء للجنس البشري وذلك بإستنتاج نظريات لأفضل طرق التنشئة للأطفال وكيفية التأثير في الآخرين ..وهذا الفرع من الدراسة لا يقتصر على دراسة سلوك الإنسان ولكنة يدرس نشاط جميع الكائنات الحية فبينما يركزعلماء النفس البيولوجيون على العلاقة بين السلوك والتغيرات البيولوجية .يوجه علماء النفس البيولوجيون على العلاقة بين السلوك والتغيرات البيولوجية .يوجه علماء النفس الاجتماعيون اهتمامهم إلى الجماعات ودراسة القوى الاجتماعية .وينهج هؤلاء وأولئك أسلوب الملاحظة لسلوك الإنسان والحيوان .كما ينهجون أسلوب التجريب
كإزالة أجزاء معينة من مخ حيوان في محاولة لفهم تأثير أجزاء المخ المختلفة على السلوك كما تستخدم حيوانات التجارب في معرفة تأثير الخبرات السيئة على سلوك الحيوانات مثل الفقد والعزل والحشد والعقاب وسوء التغذية والاجهاد وميادين علم النفس كثيرة منها علم النفس الإكلنيكى وعلم النفس التجريبي وعلم النفس التربوي وعلم النفس الصناعي وعلم نفس النمو وعلم نفس الاجتماعي وعلم نفس الفسيولوجي وعلم القياس النفسي ومع التغير السريع في الحياة انعكس بالتالي على كل علوم الحياة عامة وعلى علم النفس خاصة وأصبح الآن علم النفس المرضي هو الدراسة العلمية للإضطرابات العقلية والتي تشمل نتائج يتم الحصول عليها من مجالات علم النفس والطب النفسي وعلم العقاقير وعلم الأعصاب وعلم الغدد الصماء فضلًا عن علم الاجتماع وعلم انتشار الأوبئة والتوجهات النظرية المفسرة لمعظم الإضطرابات العقلية لدى الكبار فضلا عن بعض المشكلات النفسية للطفولة أن العلاج النفسي علم وفن في نفس الوقت رافق نشوء الإنسان ورقية الفكرى متنقلا معه من عصر إلى عصر ولقد ثبت أن تأثير الكلمة على النفس الانسانية أشد وأقوى من تأثير الكمياء فالكلمة قادرة على صنع الإنسان وهذا هو أساس معظم انواع العلاج النفسي لقد مر العلاج النفسي منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحالي بأربع مراحل رئيسية هي العلاج النفسي التحليلي ثم العلاج السلوكي والمعرفي ثم العلاج النفسي الإنساني وأحدثها هو العلاج النفسي العبر شخص لقد قدم علم النفس إلى كثيرًا من العلوم منها علم النفس السياسي وعلم النفس الاجتماعي والإقتصادي وأيضا في مجالات عديدة بالإضافة إلى دراسة الظواهر الغير مألوفة وذلك بدراستها وتحليلها بالاضافة إلى التقدم المذهل في علم العقاقير واكتشاف بعض الأدويه التي تناسب المرضى من حيث تفاديها الأعراض الجانبية عن الأدويه التقليدية
وشكرا...... ..........
د/ بهي الدين المنزلاوي
إستشاري الطب النفسي